من
الواضح ان وزارة التربية والتعليم ممثلة في مناهجها الدراسية ومشاريع الدعم للصحة
المدرسية، والمدرسة ممثلة في برامج الصحة المدرسية بأبعادها الثلاثة (البيئة
المدرسية الصحية، والتربية الصحية المدرسية، وخدمات الصحة المدرسية) تقع عليها
مسؤولية اكساب الطلبة السلوك الصحي السليم، والارتقاء بالمستوى الصحي والمساهمة في
تطوير البرامج الصحية، وتحديد المعوقات واقتراح الاستراتيجيات المناسبة.
وفي
ظل تلك المسؤولية برز مفهوم (المدارس المعززة للصحة) ليقوم على اعادة تأهيل
المدرسة، لتتمكن من تعزيز وتطوير الصحة بين طلبتها ومنسوبيها، وتعزيز الصحة في
المجتمع المجاور، بالإضافة الى تحقيق اهداف كل من: منظمة الصحة العالمية للوصول
الى مبدا (التعليم للجميع) (الانصاري 2002)، وما يلاحظ في الوقت الحاضر في الاف
المدارس في جميع انحاء العالم (ومن ضمنها السلطنة) ان العاملين في هذه المدارس
والطلبة، والاباء، وافراد المجتمع المحلي، يعملون معا على ان تصبح مدارسهم من خلال
ما تقدمه من مناهج دراسية معززة للصحة (منظمة اليونسكو 1998).
ومن
ضمن الاهداف التي رسمتها وزارة الصحة بسلطنة عمان ’’ تثقيف الافراد وزيادة الوعي لديهم بتبني
أسلوب الحياة الصحي والتغذية السليمة، للوقاية والتقليل من المشاكل الصحية مثل
السمنة، وامراض القلب، والسكري’’.
’’To inform and educate the people so that
they adopt healthy life-styles and food habits, in order to prevent or
alleviate health problems such as obesity, cardiovascular disorders and
diabetes.’’
انطلاقا
من رؤية المدرسة بضرورة (توفير بيئة تربوية متكاملة تحقق التميز، الإتقان، والجودة)،
المرتبطة برؤية وزارة التربية والتعليم بسلطنة عمان والتي تسعى الى (إعداد جيل يحقق
التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع من خلال تجويد عمليات التعليم والتعلم في
الإدارة المدرسية وتوفير موارد مادية وبشرية ومناهج دراسية ومباني وأدوات تقويم
ذات جودة)
فان المدرسة تهتم بجميع الجوانب التربوية
المحيطة بالطالبات وليس فقط جانب التحصيل الدراسي، وبما ان نقص الوعي
الصحي و الغذائي لأولياء الامور من العوامل المؤثرة على الحالة الغذائية للطالب ،
فلا يكفي أن تتناول الطالبة وجبة الافطار ولكن يجب أن يكون لديها الوعي بأسس إعداد
الوجبات واختيار الأغذية المناسبة لاحتياجاتها اليومية وما يتلاءم مع حالتها
الصحية، وهذا لن يتم الا بتوجيه وارشاد من المنزل والمدرسة.
وبعد اجراء المحادثات
مع اغلبية المحيطين حولنا من معلمين واولياء امور، والتي دارات حول اهمية وجبة
الافطار، و التغذية الصحية بشكل عام، والاخطاء الصحية المتداولة عند فئة الشباب، توصلنا
الى ان معظمهم يجهلون حقيقة الغذاء الصحي واهمية تناوله وطرق تحضيره، وتعقيد نمط
الحياة الذي يعيشه معظم الناس في مجتمعاتنا مثل خروج المرأة للعمل واضطرار كثير من
الاسر الاعتماد على الخدم في تحضير وجباتهم الغذائية او شرائها من اقرب محل
للوجبات الجاهزة او من المطاعم جعلهم ابعد ما يكونون عن الغذاء الصحي الذي هو
ركيزة الصحة.
وبما
ان الاتجاه الحديث للتثقيف الغذائي لتلاميذ المدارس يعطي اهميه خاصة لطالبات
المرحلتين الاعدادية والثانوية لمجموعة من الاسباب اهمها ان الكثير من الطالبات لا
يكملن الدراسة الى المرحلة الجامعية وانما يتزوجن بعد اتمام المرحلة الاعدادية او
الثانوية، فطالبات اليوم هن امهات الغد لذلك يجب العمل على تثقيفهن غذائيا لتطوير
الانماط الغذائية السائدة في المجتمعات التقليدية وتوعيتهن بأسس التغذية السلمية.
(الغذاء والتغذية، منظمة الصحة العالمية، 2005)
ومن
خلال ملاحظة حالات الاغماء في طابور الصباح، والذي كان السبب الرئيس ورائها اهمال
وجبة الافطار، وعدم التركيز خلال الحصص الدراسية، وكذلك نوعية الطعام الذي تتناوله
الطالبات في وقت الفسحة، ارتئ فريق البحث ضرورة تسليط الضوء على هذه المشكلة من
خلال التقصي عن اسبابها وجمع المعلومات التي تؤكد وجود هذه المشكلة، ولذلك فقد قام
فريق البحث بالخطوات التالية:
1-
الاستبيان القبلي
تكون الاستبيان من 14
سؤالا تنوعت مواضيعه حول وجبة الافطار، وانواع الاطعمة، وممارسة الرياضة، وساعات
النوم اليومية، والاسباب المؤدية للسمنة، وقد توجيه الاستبيان الى عدد 35 من
طالبات الصف الحادي عشر (عينة الدراسة)، بشهر اكتوبر 2012. للاطلاع على باقي نتائج
الاستبيان انظر
الملحق رقم 1
وقد
حصل فريق البحث على بعض النتائج التي تؤكد وجود هذه المشكلة منها:
·
51% من الطالبات (عينة الدراسة) لا يتناولن
الخضار والفواكه خلال اليوم.
·
72% من عينة الدراسة لا
يمارسن الرياضة بشكل يومي، ورجعت الاسباب حسب ما تم ذكره في الاستبيان من قبل
العينة الى ضيق الوقت بسبب المذاكرة، والتعب، والكسل، وعدم وجود المكان المناسب.
·
83% من عينة الدراسة لا يشربن الحليب.
·
89% من عينة الدراسة اكدن بان الطعام المقدم
في المقصف غير مناسب وغير صحي وغير متنوع، كما ابدين عدم رضاهن عن العصائر المقدمة
في المقصف.
·
75% من عينة الدراسة يشربن المشروبات الغازية
بشكل يومي، وتراوحت عدد العلب التي يشربنها من علبة الى ثلاثة علب يوميا.
للاطلاع
على باقي نتائج الاستبيان انظر الملحق رقم 2
2-
المقابلات الفردية:
قام فريق البحث بإجراء مقابلة مع اخصائية التغذية والصحة
المدرسية في مركز صحي الوادي الكبير الفاضلة زيانة بنت راشد الكلباني، ، وقد
تناولت الاسئلة موضوع حالات الاغماء في الطابور الصباحي، وحالات التعب والاعياء
وعدم التركيز التي تصيب الطالبات في الحصص التي تسبق فترة الفسحة، ومكونات الافطار
الصحي، وعدد الوجبات التي يجب تناولها في اليوم، وكمية الفواكه والخضروات
المطلوبة، وكيفية اعداد الوجبات الصحية، وكانت اهم الاسئلة والاجابات التي حصل
عليها الفريق من المقابلة:
1- هل
هناك مفاهيم خاطئة حول التغذية عند فئة الشباب ؟
قالت : أن هناك العديد من
المفاهيم الخاطئة الشائعة حول التغذية من أهمها : حذف وجبة من الوجبات الأساسية
كطريقة لانقاص الوزن ، عدم الاهتمام بشرب كميات كافية من الماء ، تناول الخبز عوضا
عن الأرز لاعتقاد أنه يسهم في انقاص الوزن ، هناك اعتقاد أن الرياضة تؤدي إلى زيادة
الشهية وبالتالي زيادة الوزن.
2- هل
صحيح أن الاستغناء عن وجبة الإفطار يسهم في إنقاص الوزن ؟
اعتقاد غير صحيح بل على
العكس الاستغناء عنها يؤدي إلى تناول أغذية غير صحية لسد الجوع أو حصول التعب والإعياء
خلال النهار.
3- برأيك
ما هي أكثر الفئات العمرية التي تعاني من سوء التغذية ؟
سوء التغذية المتعلق بزيادة
الوزن أكثر الفئات التي تعاني منها فئة الشباب بدأ من سن المراهقة
حصل الفريق على نتائج مشابهة لما حصل عليها في
الاستبيان القبلي، والتي أكدت وجود مشكلة في الوعي بالإفطار الصحي لدى الطالبات.
للاطلاع
على المقابلة ونتائجها انظر الملحق رقم 3
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق